يا مقدمي خدمات الرعاية الصحية انتبهوا! عليكم باقتطاع أوقات لأنفسكم
حين يمرض شخص عزيز علينا أو يبدأ في تلقي العلاج، فما من شك أن صحة هذا الشخص و تعافيه تصبر لهما الأولوية القصوى في اهتماماتنا. و مع هذا، فإن مقدمي الرعاية يمثلون جزءا مهما يشكل ركنا أساسيا في استكمال التعافي. يحتاج كافة مقدمي الرعاية، سواءا أكانوا من المحترفين أو من أفراد الأسرة للتيقن من كون حالتهم الصحية و النفسية تسمح لهم بتقديم أفضل مستو ممكن من الرعاية.
إن مهام الرعاية مثل متابعة مواعيد الأطباء، و التأكد من تناول المريض لأدويته في مواعيدها و بجرعاتها الصحيحة، مرافقة المريض للتريض، أو فحص الطعام و التيقن من كونه مغذيا و يتم تناوله، كل هذه المهام قد تتحول مع طول مدة الرعاية إلى عبئ جسدي و نفسي مرهق، فالضغط العصبي الشديد قد يتسبب في إفراز الهرمونات التي تسبب الشعور بالإرهاق و القلق و الصداع، بل و قد تتسبب في إضعاف الجهاز المناعي. إن عدم قدرة مقدم الرعاية على موازنة التوتر الذي يتعرض له، قد تؤدي به إلى الاحتراق نفسيا و عصبيا، و هو أمر من الصعب معالجته.
علامات تشير إلى الإصابة بالتوتر
- القلق والاكتئاب
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق
- صعوبات في النوم
- المبالغة في رد الفعل تجاه المضايقات والقلق
- ظهور مشكلات صحية أو تدهور في المشاكل القائمة بالفعل
- صعوبات في التركيز
- الشعور المتزايد بالغضب وعدم الراحة
- الإفراط في تناول الطعام، الشراب أو التدخين
- تجاهل المسئوليات
- تجنب الأنشطة الممتعة
- الانسحاب والعزلة الإجتماعية
إن للجسد البشري قدرة طبيعية على مقاومة التوتر، و تخضع تلك القدرة لسيطرة الجهاز العصبي الباراسيمباثاوي. تعرف هذه القدرة باستجابة الإسترخاء. من المهم لمقدم خدمات الرعاية أن يتدرب على تفعيل تلك القدرة والانتباه لنفسه، حتى ولو لدقائق معدودة كل يوم. ولكن ماذا بوسعك أن تفعل للعناية بنفسك على مدار اليوم؟ قم بتجربة تلك الأنشطة البسيطة و المجانية:
- التنفس العميق، التأمل و الأنشطة التي تربط الذهن بالجسد، مثل اليوجا و التاي تشي
- تناول الطعام الصحي (التوقف عن تناول السكر و الكحول والدهون).
- النوم بشكل جيد (من 7 إلى 8 ساعات كل ليلة).
- دلل نفسك بالاستماع إلى الموسيقى، أخذ حمام دافئ، القراءة، الجلوس في إضاءة الشموع، أو الاستمتاع بالزيوت الطبيعية.
- الخروج للسير في نزهة على الأقدام في الهواء الطلق.
حين ينتابك شعور بالشك أو الارتباك، عليك بطلب المساعدة, ليس عيبا أن تحتاج لشئ من الدعم أو أن تحصل على استراحة قصيرة، وعندما يبادر شخص ما بعرض المساعدة عليك، لا تتردد في قبول العرض. يمكنك التفكير بالانضمام لجماعة من الجماعات التي تقدم الدعم لمقدمي خدمات الرعاية. قم بالاطلاع على قائمة المجموعات المحلية القريبة منك، ستجد مصادر جيدة جدا في منافذ العبادة و مؤسسات الخدمات الطبية. كذلك يوجد مجموعات دعم على الانترنت تجمع أناسا من شتى أنحاء العالم و من كافة مناحي الحياة. لمجموعات الدعم المتواجدة على الانترنت مزايا عديدة، حيث يمكنك التواصل مع أعضاء المجموعة في أي وقت من اليوم و من أي مكان، كذلك تضم تلك المجموعات مقدمي الخدمات الذين يعتنون بمرضى يشتكون من أمراض مختلفة، كما تمنح تلك المجموعات الحرية للأعضاء للاحتفاظ بسرية هوياتهم.
يلعب مقدم خدمات الرعاية دورا محوريا في تحسن صحة المريض، عليك دوما أن تتذكر، إذا ما أصابك الإحباط، فلن تتمكن من منح المريض أفضل ما يمكنك من رعاية، لذا عليك أن تخصص وقتا لنفسك في برنامجك اليومي كمقدم خدمات رعاية. ستستفيد أنت و من تحبهم من هذا الأمر
