ليس شرطا أن يجعلك الصوم عصبيا

لقد تحولنا بالكامل و بشكل رسمي إلى فصل الصيف، ولهذا بدأ الناس في ممارسة أنشطتهم في الهواء الطلق وفي تغيير عاداتهم الغذائية. إن ممارسة حركة أكثر وتناول كميات أقل من اللحوم و كميات أكبر من الخضروات هي بكل تأكيد من بين الوسائل الأكثر شيوعا لفقدان عدة كيلوجرامات من الوزن. و لكن هل تعلم أن الطقس الدافئ والحار مثبط طبيعي للشهية؟ و تعد هذه أخبار جيدة لأي شخص يفكر في بدء الصيام المتقطع. و لكن كيف تؤثر الحرارة الخارجية على شهية الإنسان؟

الحرارة في تزايد

يتفق معظم الناس أن جسد الإنسان هو الآلة المثالية الكاملة، و ما من شك أن الجسد الإنساني يتمتع بالذكاء والبصيرة. تساعد عقولنا من خلال وظيفة الهيبوثالموث على ترتيب أولويات العمليات البيولوجية بما يتفق مع الظروف المحيطة والتعامل معها. عندما تنخفض درجات الحرارة، تبحث أجسادنا عن الطاقة(على هيئة سعرات حرارية) و تقوم بتخزين الدهون. تتسبب الحرارة في الأجواء الدافئة والحارة في فقدان الجسم للرطوبة حيث يعمل المخ على تنظيم الحرارة الداخلية عبر التعرق. عندما يفرز جسمك العرق، ينشغل الهايبوثالموس بالحفاظ على برودة الجسم وهو ما يعني أن المخ ينفق طاقة أقل على إحساس الجوع. يؤدي تناول الطعام والهضم إلى نتائج معاكسة لهذا التأثير المبرد (ينتج عن هذه العمليات حرارة داخلية!), لهذا يعمل المخ فطريا على تثبيط الشهية كآلية دفاعية. يبدو أن شهور الصيف تمثل أوقاتا رائعة للصيام!

هناك العديد من الأساليب للصيام: بلا سكر، بلا منتجات ألبان، بلا لحوم، بلا نشويات، بلا أطعمة صلبة، ، أو اعتمادا على العصائر فقط. في الصيام الديني مثل صيام رمضان، يمتنع الشخص عن تناول كل شيء من شروق الشمس وحتى غروبها، بينما في الصيام المتقطع، يمتنع المرء عن تناول الطعام لعدة ساعات ما بين الوجبات. يمثل الصيام المتقطع توجها متناميا في الأنظمة الغذائية قد يساعد على خفض الوزن من خلال منح جسدك وقتا أطول لمعالجة الطعام في الصباح أو المساء. يسمح بتناول الطعام خلال الفترات الزمنية القصيرة 4/6/8 ساعات بينما يقضي الشخص بقية اليوم متجنبا الوجبات و محافظا على جسده رطبا من خلال تناول المشروبات الخالية من الكافيين و الخالية من السكر، و ممتنعا عن تناول الطعام.

الصيام ليس عملا متسرعا

قبل البدء في تطبيق أي نوع من الصيام، عليك بالتركيز ذهنيا وإعداد جسدك للتعديلات التي ستحدث على نظامك الغذائي. إن تناول كميات صغيرة من الطعام والحفاظ على رطوبة الجسم أمران سيساعدان على نحو رائع عند البدء. حين يكون جسدك رطبا بما يكفي، سيكون من السهل قضاء يومك دون الحاجة لتناول الكميات التي اعتدت عليها من الطعام والشراب.

  1. تقليل الكمية التي تتناولها من الطعام (وجبات أصغر، طعام أقل دهونا و أقل في محتوى السكر) لتعتاد المعدة (والمخ كذلك) على قلة الطعام.
  2. شرب المزيد من الماء (أو الشاي العشبي) بكثرة في الأيام التي تسبق الصيام. إن تناول 8 كؤوس من المياه (حوالي لتر واحد) من الماء في اليوم تعد قاعدة جيدة تستحق الاتباع. إن بدء يومك بشرب كأس كبير من الماء سيساعد كثيرا.
  3. التوقف عن تناول الدقيق الأبيض والسكريات (قبل أسبوع أو أسبوعين) بحيث لا يصاب جسدك بنوبات الاشتهاء والجوع الشديد.
  4. تقليل النشاط البدني. من المقبول ممارسة النشاط الخفيف، ولكن التمرينات العنيفة ستؤدي بجسدك للبحث عن الطاقة في هيئة نشويات و أطعمة صلبة.
  5. الاستيقاظ مبكرا والاستعداد ذهنيا ليوم الصيام – إن الحالة الذهنية تصنع الفارق! قد يساعد التأمل على تجهيز جسدك وعقلك.
  6. أخذ قيلولة لتجديد الطاقة (30 دقيقة أو أقل!) قبل و أثناء فترة الصيام.
  7. تدوين جدول تنظيمي للصيام. إذا كنت تعرف ما أنت مقبل عليه كل يوم، فسيكون من السهل التعامل مع التحديات التي تواجهك على مدار يومك والتي قد تؤدي إلى كسر صيامك.

يمكن أن يكون الصيام المتقطع وسيلة رائعة لفقدان الوزن إذا تم الالتزام به بصرامة. بتناول وجبات أقل (كمية و عددا)، سيقل ما يدخل جسدك من سعرات حرارية و سيتحسن إفراز الهورمونات المرتبطة بحرق الدهون. هناك العديد من الصور للتخطيط للصيام المتقطع و لكن من أشهرها:

  • طريقة 16/8: و فيها يتم تجاهل وجبة الإفطار وتحديد ساعات تناول الطعام بثماني ساعات، من الواحدة مساءا و حتى التاسعة مساءا على سبيل المثال، بقية اليوم (نحو 16 ساعة) يقضيها الشخص صائما.
  • تناول الطعام – توقف – تناول الطعام: وفي هذه الطريقة، يصوم الإنسان عن الطعام لأربع وعشرين ساعة، مرة أو مرتين كل أسبوع، وهو ما بعني الامتناع عن تناول الطعام من وقت وجبة الغداء في يوم حتى موعد وجبة الغداء في اليوم التالي في نفس التوقيت.
  • طريقة 5:2 : وفيها يتناول الشخص عددا منخفضا من السعرات الحرارية (500-600) على مدار يومين. ثم يعود لتناول الطعام بشكل طبيعي وصحي في الأيام الخمسة الأخرى من الأسبوع.

مهما كانت الأسباب التي دفعتك للتفكير بالصيام، سواء كانت دينية أو عقلية أو غذائية، فإن مفتاح الصيام الناجح الفعال يكمن في التخطيط والالتزام. قبل أن تشرع في الصيام وتغيير نظامك الغذائي، يجب عليك دائما استشارة طبيبك أو الأخصائي الصحي الخاص بك. إن صحتك تأتي في المقدمة!

 

إخلاء مسئولية: لا يجوز استخدام المعلومات الواردة على هذا الموقع الإلكتروني كبديل عن استشارة طبيب و/أو مقدم خدمات صحية مؤهل ومرخص. إن كافة المعلومات التي يتضمنها هذا الموقع أو المتاحة من خلاله (وتشمل النصوص المكتوبة، الصور، الرسومات، و النشرات البريدية و أية معلومات أخرى) إنما يتم تقديمها لأغراض الإعلام فحسب. إذا كان لديك أسئلة أو شكوك تتعلق بصحتك، فعليك باستشارة طبيب متخصص. تخلي بريميير هيلث كير ألمانيا مسئوليتها عن دقة المعلومات الواردة والمتاحة عبر هذا الموقع، و تؤكد أن تلك المعلومات قابلة للتعديل و التغيير دون سابق إنذار. و إذ نؤكد حرصنا على تحديث المعلومات و مراعاة دقتها، نؤكد كذلك أننا لا نقدم أية ضمانات لدقة أو تحديث المعلومات.