كيف تحارب ألمانيا فيروس كورونا؟

"رقمنة" الخدمات الصحية وتعزيز لأفضل الممارسات الطبية

المستشفيات الألمانية تفتح أبوابها لمصابين من إيطاليا وفرنسا وهولندا

مع انتشار وباء فيروس كورونا وتوابعه الكارثية من حصد للأرواح وإضرار للاقتصاد العالمي، تثبت ألمانيا قدرتها على إدارة الأزمة بفاعلية. وكما تبين الأرقام والإحصاءات، تصنف الحكومة الفيدرالية ضمن أفضل البلدان في خدمات الرعاية الصحية حيث يتم إنفاق 11٪ من إجمالي الناتج المحلي (376 مليار يورو) على القطاع الصحي. كما أن 88٪ من السكان - 83 مليون مواطن - يستفيدون من خدمات التأمين الصحي العام فيما يشترك الباقون في خدمات تأمين صحي خاص.

وفى ظل التحدي العالمي الراهن والمتمثل في سعى الدول لتسطيح المنحنى البياني للإصابات اليومية، كانت المستشفيات الألمانية على استعداد جيد للتعامل مع العدد الكبير من المصابين بفيروس كورونا كما تظهر البيانات.

حقائق واستعدادات طبية

بمقارنة الوضع الصحي بين الدول الأوروبية، تمتلك ألمانيا أعلى كثافة من المستشفيات. تتوفر 497 ألف سرير مستشفى في جميع أنحاء البلاد للرعاية العامة والحادة. بناءً على تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن معدل أسرة وحدات العناية المركزة هي 34 لكل 100 ألف مواطن وهو الأعلى بالمقارنة بجميع أنحاء أوروبا. هذا التأهب حد من تزاحم المرضى بالمستشفيات ووحدات العناية المركزة.

كما ساهمت الشركات الطبية الألمانية في إدارة الأزمة بشكل فعال. ففي غضون أسابيع قليلة، أنتجت الشركات آلاف المعدات والأجهزة الطبية للمستشفيات ليرتفع إجمالي عدد أسرة العناية المركزة من 28 ألف إلى 40 ألف سرير. ولتجنب أي نقص بأجهزة التنفس الصناعي، أنتجت الشركات آلاف الأجهزة ليصل إجمالي عددها إلى 30 ألف وحدة معدة لإنقاذ الحالات شديدة الخطورة.

كما اتخذت الحكومة الفيدرالية المزيد من الإجراءات الوقائية لمحاربة الوباء مثل لوائح المباعدة الاجتماعية واختبار ونشر تقارير منتظمة حول انتشار المرض وتحديثات التجارب السريرية على الأدوية ولقاحات فيروس كورونا.

استقبال مرضى الاتحاد الأوروبي

مع تطبيق هذه الاستراتيجيات الناجحة، تمكنت ألمانيا من علاج مرضى فيروس كورونا، وتخصيص بعض من طاقمها الطبي ووحدات العناية المركزة لمصابين من الدول الأوروبية المجاورة. هذا الدعم ساعد هولندا على تخصيص وحدات العناية المركزة لديها لعلاج المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى غير فيروس كورونا.  إلى جانب ذلك، قدمت ألمانيا طائرة إيرباص لنقل المرضى في الحالات الحرجة من لومباردي (إيطاليا) وألزاس (فرنسا) ليتم علاجهم في المستشفيات الألمانية. تجدر الإشارة إلى أنه سنويا يتم علاج 20 مليون مريض بالمستشفيات الألمانية بما في ذلك 255 ألف حالة من مختلف دول العالم.

 

العلاج عن بعد

مع بقاء المزيد من المواطنين في المنزل، يعتمد العديد من المرضى في ألمانيا على الاستشارات الطبية عبر الإنترنت مما يقلل من التزاحم بالمستشفيات ويسرع من عمليات الكشف على الحالات المرضية الشديدة. هذا النهج الجديد هو نتيجة لتفعيل قوانين الحكومة الفيدرالية لرقمنة النظام الصحي وإتاحة الاستشارات الطبية عن بعد سواء عبر الإنترنت، المكالمات الهاتفية أو تطبيقات الهاتف المحمول.

ومن بين الخدمات التكنولوجية الجديدة، طرحت شركة ألمانية ناشئة تطبيقا لمساعدة المرضى بالمنزل على تحديد ما إذا كانت الأعراض التي يشعرون بها هي نتيجة للإصابة بفيروس الإنفلونزا أم كورونا.

 وتعليقا على جدوى الخدمات الطبية التكنولوجية يقول البروفيسور يورج ديباتين، رئيس مركز الابتكار الصحي (hih): "يمكن لخدمات الطب عن بعد أن تساعد العاملين في المجال الطبي على إتمام مهامهم بكفاءة كما تتيح التقنيات الحديثة معلومات موثقة للمرضى والجمهور بكل ما يتعلق بوباء فيروس كورونا".

ومن المتوقع عند تفعيل تلك الخدمات الرقمية، أن يتفرغ الأطباء لإنقاذ الحالات الأولى بالرعاية على أن يتم متابعة الحالات الأقل حدة عن بعد. كما تسهم التقنية في تعزيز تدابير التباعد الاجتماعي وتقليل احتمالات انتقال العدوى والإصابة بالفيروس.

إخلاء مسئولية: لا يجوز استخدام المعلومات الواردة على هذا الموقع الإلكتروني كبديل عن استشارة طبيب و/أو مقدم خدمات صحية مؤهل ومرخص. إن كافة المعلومات التي يتضمنها هذا الموقع أو المتاحة من خلاله (وتشمل النصوص المكتوبة، الصور، الرسومات، و النشرات البريدية و أية معلومات أخرى) إنما يتم تقديمها لأغراض الإعلام فحسب. إذا كان لديك أسئلة أو شكوك تتعلق بصحتك، فعليك باستشارة طبيب متخصص. تخلي بريميير هيلث كير ألمانيا مسئوليتها عن دقة المعلومات الواردة والمتاحة عبر هذا الموقع، و تؤكد أن تلك المعلومات قابلة للتعديل و التغيير دون سابق إنذار. و إذ نؤكد حرصنا على تحديث المعلومات و مراعاة دقتها، نؤكد كذلك أننا لا نقدم أية ضمانات لدقة أو تحديث المعلومات.